ذهبتُ يوماً إلى مقابلة لوظيفة مرموقة.
حماسي في قمته. مظهري أنيق.
بل وأعددت خطة تفصيلية لأول 90 يومًا في المنصب.
كنت جاهزاً لأصنع فرقاً.
لكن الحقيقة ظهرت قبل أن يُطرح أول سؤال.
انتظرت ساعة كاملة.
ثم خرج أحد الموظفين من مكتب المدير…
ملامحه متوترة وحركته سريعة، وكأن المكان يعيش ضغطاً غير عادي.
تلك اللحظة كانت كافية.
رأيت مؤشرات تتحدث بصمتٍ أعلى من أي كلمات.
أدركت أن النجاح لا يقاس بالمنصب وحده،
بل بانسجام القيم مع البيئة.
ابتسمت… شكرتهم… وغادرت بهدوء.
ما علّمتني هذه التجربة:
- القيمة قبل اللقب: لا يكفي بريق الوظيفة إن غابت الأرضية الداعمة.
- الاختيار متبادل: المقابلة فرصة لك بقدر ما هي لهم.
- القائد هو الميزان: أسلوب القيادة ينعكس على روح المكان.
- القوة في الانسحاب: الثقة تعني أن تقول لا لما لا يناسبك، حتى لو بدا العرض مغرياً.
- الخطة تحتاج أرضية سليمة: أجمل الاستراتيجيات تنهار إن غاب الأساس الصحيح.
أصعب القرارات ليست كيف تبدأ…
بل أين تختار أن تبدأ.
قيمك هي رأسمالك الحقيقي،
وأي وظيفة حتى المرموقة تستحق أن تختارها فقط إذا كانت تتناغم مع ما تؤمن به.
